الجمعة، 28 أكتوبر 2011

قصيدة غزل للشاعر طانيوس عبده القصيفي ( المعروف بطانيوس عبده 1903- 1974)



ريتن يموتو الجوع هالنحلات                         ليش عم بيحوّمو عليكي
بيستخلصو العسلات والقطرات                     ويرفرفولك حول خدّيكي
ورح قوم أقصف عمر هالنسمات                    ليش عم يقرّبو لَيكي
بيليعبو بشعرك الخصلات                            وبيخربشولك حدّ دينيكي
تخمين ليش ما بترشقي النبلات                      صوب السما من جفون عينيكي
بتنزّلي أربع خمس نجمات                            يتكتّفو ويمشو حواليكي
من شعاعهم بيحيّكو بدلات                            من الحرير يتخرمشو دَيكي
ويفلشو رموشن على الطرقات                       مطرح البتدوس رِجليكي

الخميس، 27 أكتوبر 2011

راحلون يقيمون في الوجدان

جدّتي إم عزيز (لبيبة الغاوي القصيفي) مع حفيدتها ناديه
زمن وجاق (مدفأة) المازوت الذي خلف وجاق الحطب

 عزيز القصيفي وزوجته سعاد الأسمر
هو حضن أخوته عند وفاة والدهم وهي كانت خير رفيقة له
مناسبة الصورة: كانا متوجّهين لزيارة الست (شفيقة)
خلفهما: قصر نسمّيه قصر الكويتي
اشتراه الآن أحد أثرياء بعبدا ويريد هدمه لبناء شقق للبيع
هل تبقى شجرات السرو وخميلة الياسمين؟ 


حامل الشمعة يوسف القصيفي يمسك بيد ابن عمّه جريس
يوسف صار شاعرًا وأسّس مدرسة
توفي بجلطة دماغيّة وكان لا يزال في عزّ عطائه وشبابه

صليب في موضع البيت الذي كان يقيم فيه جريس الغاوي

 مي وشقيقها بسّام القصيفي
الفتاة قضت طفلة في حادث أليم حين وقعت في المدرسة وارتطم رأسها بالأرض
لا تزال مي جرحًا يدمي قلب أمّها (إيفيت) ولم تبلسمه السنون الطويلة
بل توسّع الجرح وازداد عمقًا في قلب الأم بوفاة ابنها (مارون) وحفيدها (باتريك)

في يوم الشعانين: (3 نيسان 1966)
إلى الشمال الكاهن حنّا الرامي
إلى اليمين الكاهن الشابّ بيار بو لحّود ابن البلدة
في الوسط عمّه اسكندر بو لحّود، صاحب صوت مميّز وجميل تفتقده الريحانيّة وكنيستها
ورث عنه حفيده اسكندر أنطوان بو لحّود جمال الصوت
خلف العمّ اسكندر بشارة القصيفي


الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

حين تمرّ الطريق وترتفع الأبنية

حركة بناء بدأها أهل الريحانيّة ولم يعرفوا أنّهم سيحزنون حين سيبدأ سواهم بالبناء
مبنى عزيز وبشارة القصيفي خلال رفع طبقاته (3 نيسان 1966)
أقمنا نحن في الشقة جهة اليمين (حيث عواميد الخشب)
قبل ذلك أقمنا في الطابق الأرضيّ جهة الشمال (وهناك ولدت)

هدم هذا الخمّ (1 آذار 1992) وأقيم مكانه مبنى راق جدًّا (2008)
وذبح الديك وأقام مكانه مغنّ
في الحقيقة ثمّة فرق بين الصوتين!

كان جريس الغاوي (خال والدي) يقيم في هذا المنزل
الطريق العامّ العريض محا البيت من الوجود

حين أقفل الباب في منزل المرحوم جريس الغاوي عند وفاته

بمثل هذه الأواني المنزليّة كانت حياة المزارعين تكتمل

الدرج إلى الدكّان الوحيد في داخل القرية
على الدرج: شربل بشارة القصيفي (1979)
صاحب الدكّان: طانيوس نخله القصيفي (هاجر مع زوجته إلى أوستراليا)

من شرفة منزلنا كنّا نرى البحر
المبنى إلى يمين الصورة لعائلة بو لحّود

مدخل الريحانيّة من جهة الشمال لم يعد هكذا
ارتفع فوقه جسر ضخم

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

صور من زمن جميل (1)

فتيات وفتيان على درج الكنيسة
هم زنابق مريم وفرسان العذراء
(حركة دينيّة مسيحيّة في القرى والبلدات والمدن تقيم نشاطات روحيّة وترفيهيّة للأولاد)

جوقة الكنيسة مع الخوري نبيل الحاج

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

كنيسة مار الياس – الريحانيّة

 الكنيسة خلال أعمال الترميم بعدم مرّت الطريق من أمامها إلى بعبدا

 داخل الكنيسة عند البدء بأعمال تغيير الديكور


داخل الكنيسة قبل تغيير مذبحها ومقاعدها 

والدي يقرع الجرس بيد واحدة 

أوّل حفلة عمادة احتُفل بها في الكنيسة الجديدة كانت لي ولـ"كارمن" ابنة عمّي "سعد". لا أعرف شيئًا عن الاحتفالات التي جرت في بيت عمّي بعد العمادة، لكنّ والدتي لا تدعني أنسى حفلة الغداء التي استمرّت في بيتنا حتّى العشاء احتفاء بالمناسبة. وقيلت فيها عشرات القصائد الزجليّة، التي لم يبق منها شيء في ذاكرة أحد.
ويحلو لي أن أشاكس والدتي المتباهية بأنواع المأكولات والمشروبات التي قدّمت يومذاك فأقول لها: وماذا استفدت أنا من ذلك؟ لم أنل شيئًا من تلك الوليمة الفاخرة، سوى حصّتي المعتادة من الحليب.
لا ترتبط الكنيسة في رأسي بالصلوات بقدر ما تبدو لي مكانًا لتوديع الراحلين من أبناء البلدة. طرازها الحائر بين الحديث والقديم ليس فيه ما يثير الرهبة أو يدعو للتأمّل والخشوع، واحتفالات الأعراس كانت تحوّلها قاعة صاخبة للهرج والمرج. أمّا المآتم فكانت تغرقها في عتمة بعد الظهر، وهو الموعد الثابت لصلاة الجنازة، وتجعلها محطّة لائقة قبل الانطلاق إلى المدافن.
في مناسبتين فقط شعرت بأنّ الكنيسة هي أكثر من بناء حجريّ يلتقي فيه الناس مرّة في الأسبوع (يوم الأحد) أو محطّة ما قبل القبر: 
يوم تناولت القربانة الأولى وكان ذلك قبل دخولي المستشفى للخضوع للعمليّة الجراحيّة الأولى في رجلي المصابة بشلل الأطفال وكنت في التاسعة من عمري، ويوم دعت كنائس لبنان إلى سلسلة صلوات لا تتوقّف ولا تنقطع من أجل السلام في لبنان وكانت الحرب في أشدّ مراحلها قسوة وعنفًا.
غريب أن ترتبط الكنيسة بالخوف، كأنّ الديانة التي رسّخوا أسسها في وجداننا لا تستقيم بلا جلجلة وصليب، أو كأنّ المسيح الذي كانت مشاركته الاجتماعيّة الأولى في عرس قانا الجليل امتنع عن حضور أيّ مناسبة إلّا المأتم. 
***
الخوري نبيل الحاج خلال إحدى السهرات الإنجيليّة

ومع ذلك لا أنسى يوم قرأت "الرسالة" (من رسائل القدّيس بولس)، وكانت المرّة الأولى التي تقف فيها فتاة على مذبح الكنيسة في الريحانيّة وتقرأ "الرسالة"، ولولا المرحوم الخوري نبيل الحاج، لما تجرّأت وأنا في بعد صغيرة، على مواجهة القرية وناسها.
على كلّ حال، ليس كلّ رجال الدين سيّئين.
أبناء الريحانيّة خلال السهرة الإنجيليّة 

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

الستّ "شفيقة"




لم تشبه سواها من نساء الحيّ، تلك السيّدة الشابّة الجميلة التي تزوّجت الأرمل "ساسين"، وأنجبت له عائلة. كانت كمن وصل خطأ إلى غير مكانه وزمانه، غير أنّها لم تثر ولم تخالف تقاليد المرحلة وعادات أهل الحيّ، بل انسجمت وذابت في النسيج الاجتماعيّ حتّى صارت منه وفيه.
كان زوجها يكبرها بأعوام كثيرة: مُزارع لا تفارق علبة الكبريت جيب سرواله الكاكيّ الفضفاض، تنجده حين يريد تخليص الأرض من الحشائش والأغصان اليابسة التي يجمعها كومًا كومًا، فيحرقها غير عابئ بصراخ الجارات اللواتي نشرن منذ قليل غسيلًا ناصع البياض، ولم تكن الغسّالات الأتوماتيكيّة قد انتشرت بكثرة بعد، ما يجعل الاعتراض على الدخان في محلّه وإن لم يصل الأمر مرّة إلى حدّ الشجار والزعل. كان عنده ولدان: "طانوس" و"أنطون" (والاسمان يشيران إلى قدّيس واحد هو مار أنطونيوس)، فكان "ساسين" يكنّى بـ"أبو طانيوس". أمّا هي فكانت "إم جوزف". ورافق ذلك اللغز المحيّر طفولتنا إلى أن اكتشفنا مع الأيّام خفايا العائلات وروابط القربى.
وللستّ "شفيقة" هوايتان اشتهرت بهما: لعب الطاولة (طاولة الزهر) تنافس فيها رجال الضيعة، والاعتناء بشتلات "الحبق" التي صارت متعة للعين بلونها الأخضر وشكلها الدائريّ وطيبًا للأنف بعطرها الفوّاح خصوصًا حين كانت "إم جوزف" تبلّل كفّيها بالمياه وتربّت على الشتلات لتعطيها شكلًا دائريًّا يغري الناظرين بالرغبة في الحصول عليها. ولم تكن الستّ لترضى بالتفريط بها، ولو كان موسم النبتة قصيرًا.
غير أنّ ما يبقى في البال من ذكرياتنا عن جارتنا التي كانت تدخّن سكائر المارلبورو (لعلّها كانت المرأة الوحيدة في الحيّ التي تفعل ذلك علنًا)، فإدمانها الصلاة، بل الأصحّ مخاطبة العذراء كما كانت تصف خلوتها أمام تمثال السيّدة العذراء في زاوية غرفة الاستقبال، وحوله الشموع وأواني الزهور ومجموعة صور لنخبة من القدّيسين والقدّيسات.
انكسرت الستّ "شفيقة"بعدما قتل ابنها البكر "جوزف" أثناء معركة "تل الزعتر" (11 تمّوز 1976) في بداية الحرب اللبنانيّة. صورتان تعودان إلى الذاكرة من ذلك المأتم: مشهد "الست شفيقة" وهي تحلّ شعرها المربوط دائمًا في شكل دائرة أسفل رأسها، وطلبها من بنتها "نورما" أن تربط شعرها. وحين سألت عن سبب هذه التصرّفات فهمت أنّ الأمّ ترخي شعرها لتشده من حزنها، والفتاة تجمعه كي لا تبدو كأنّها تتباهى به. المشهد الثاني كان للوالد العجوز المفجوع الذي حمل بندقيّة وأراد أن يطلق النار في الجوّ فأحاط به الرجال ومنعوه.
موت الابن شيء وموت الزوج شيء آخر. هذا ما تعلّمناه من حزن تلك السيّدة التي بقيت حتّى آخر يوم من حياتها تعزّي نفسها بأنّها ليست أفضل من مريم العذراء. في حين لم يبق من موت العمّ "ساسين" أيّ ذكرى. لقد مات ودفن في قريته "إهمج" (أعالي بلاد جبيل)، بعد أعوام على مقتل ابنه، وكانت الحرب في ذروة احتدامها، وكانت "الريحانيّة" تتعرّض لقصف شديد فلم يشارك أحد من أبنائها في مأتم الرجل الذي كان يخلّص الأرض من حشائش يابسة يضرم بها نارًا يسهل إخمادها، في حين لا نزال إلى اليوم عاجزين عن إخماد الحريق الكبير الذي يلتهم الأخضر واليابس.

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

يا بنتي الملايك رافقوك/ يوسف طانيوس القصيفي

يوسف طانيوس القصيفي



نظم جدّي يوسف طانيوس القصيفي (بو عزيز) هذه الأبيات في مناسبة ولادة ابنته الصغرى "جنفياف" وكان يشعر بدنوّ أجله، علمًا أنّه لم يكن يشكو من شيء. وفعلاً توفيّ وكان عمرها أربعين يومًا:

      يــــــــــــــا بنتي الملايك رافقــــــــــــوكِ                     ع روضة هالدنّي ت يفرّحوكِ     
ع راس السنة جيتي صباحيّه                    وفيــــــــــــــــــــــــــــــــك عيّدونا وعيّدوكِ
شفتي الناسْ صرتِ مستحيّه                    غريبه وبعدهن مـــــــــــــــــا بيعرفوكِ

زلَيْطَه جايي، كْشَيْفه وحَفِيّه                    بِ أحسن مــــــا عندن لبّسوكِ
وبعدْ ما لبّسوكِ بِ شويّي                      غِذا من صدرْ إمّكْ رضّعوكِ

قالوا الناس: تسلم هالبنيّه                       بشفافن لا صدى ولا لحّنوكِ
زِعلتْ وما كانشْ هاين عليي                   بأرخص مــــــا بتسوي سعّروكِ
    إنتِ جوهره عندي غليّه                        ع مال الدني لـــــــــــــــــــو تمّنوكِ       

 مش رح عيش ت تفوقي عليي                  صرتْ ختيارْ وضعيفه سلوكي
    تبقي اسألي كيف كان بيّي                     عن حبّي إلك بيخبرّوك          

        تعيشي ببيت أهلك بهنيّه                       حوالك أخوتك بيدلّلوكِ              
  وكوني طاهرة ونفسك نقيّه                      وصلّي ت الملايك يحفظوك    
                وبعد ما تصلّي بشويّي                          وتقولي الأبانا والسلام                       
 تبقي تذكّري وصيّة أبوكِ