الأحد، 27 نوفمبر 2011

إم كلود (سيْده طربيه داود)

العروسان سيده طربيه وأنطوان داود

العروس السائرة في رفقة عريسها نحو غد مشرق

المرأة الحالمة 
الأم الفخورة بابنها

السيّدة الأنيقة

ينظران نحو هدف واحد
في إحدى الرحلات وإعداد الطعام
برناديت بو لحّود، جنفياف القصيفي، حميدة غيّا (في أستراليا)، دعد القصيفي،
سيده طربيه داود، منتهى الأسمر حدّاد، ناديه القصيفي، أولغا القصيفي، مارسيل القصيفي
سميرة القصيفي...

إم كلود مع جارتيها وصديقتيها: جنفياف وناديه

خلال رحلة إلى سيدة حريصا:
مع جولييت وجوزفين وناديه وجنفياف ومارسيل القصيفي...

أبو كلود (أنطوان داود) وأبو شربل (فهيم غيّا)

في دير مار مارون عنّايا
إم كلود يحيط بها:
جوزفين وناديه وجنفياف ودعد القصيفي
حميدة وابراهيم غيّا
طوني الحسيني

ابتسامة إم كلود تعدي جيرانها:
جنفياف وناديه وجريس

أيضًا مع صديقتيها وجارتيها: جنفياف وناديه

إم كلود مع جاراتها الصديقات: جنفياف وناديه ودعد وزوجة أخيها
إم كلود وابنتها جيزيل على شرفة منزلهما في الريحانيّة


لم تكن "إم كلود" مجرّد جارة أتت من الشمال مع زوجها لتقيم في الريحانيّة بصورة مؤقّتة ثمّ ترحل، كانت إلى لحظة وفاتها المفاجئة واحدة من أهل البلدة، استطاعت بجمالها الهادئ وابتسامتها الدائمة وتهذيبها الفائق أن تدخل في النسيج الاجتماعيّ بلطف، من دون أن تفرض وجودها عنوة أو تتطفّل على حياة الآخرين أو تقحم نفسها في ما لا دخل لها به. وبدا واضحًا للجميع أنّ زوجها "أنطون" لا يختلف عنها في شيء من ذلك، ما جعل أولادهما بعد ذلك يحذون حذو الوالدين.
رحلت تلك السيّدة الجميلة فجأة بعدما ناء قلبها وتعب، وغابت عن إكليل ابنتها "جيزيل" التي ورثت عنها دماثة الخلق والملامح، وعن عرس ابنها "روبير" ، ولم تر أحفادها. غير أنّها لا تغيب عن بالنا نحن جيرانها فكيف بأولادها وهم إلى "جيزيل" و"روبير": "كلود" الذي منحها كنيتها، و"روجيه" المقيم في لندن، و"جاك" الذي لا يغيب حضوره اللطيف عن يوميّات البلدة وتفاصيل الحياة فيها، و"جانين" التي تبدو بعيدة بحكم عملها عمّا يجري غير أنّها لا تتأخّر عن القيام بالواجبات الاجتماعيّة، لا كفرض ملزم بل عن محبّة واهتمام، على مثال والدتها الراحلة ووالدها الذي عاد إلى قريته الشماليّة بعدما ثقل عليه غياب زوجته، وتفرّق أولاده بحكم الزواج والعمل والسفر.
لا أذكر حادثة سوء تفاهم وقعت بين "سيدة" والجيران، لا بسبب الأولاد ولا لسبب آخر. ولكنّي أذكر كيف كانت تستقبل ضيوفها، وكيف كانت تساهم في إعداد الطعام في الأفراح والمآتم، وكيف كانت تعدّ الكبّة الزغرتاويّة الدسمة واللذيذة، وكيف كانت تتبرّع بخياطة بعض الأثواب حين كنّا نطلب منها ذلك، فلا تبخل بوقتها مع أنّها مسؤولة عن عائلة كبيرة. أمّا ما لم يكن من الممكن أن تتساهل فيه، على سماحة نفسها وسهولة طبعها، فهو وقت بعد الظهر خلال الدوام المدرسيّ. فهذا الوقت مخصّص للأولاد ليدرسوا، وهي لن تخجل من الطلب من الجيران أن يحترموا هذا الموعد المقدّس. بعيدًا عن هذا الموعد، باب بيتها مفتوح وقهوتها طيّبة والجلسة برفقتها وزوجها وأولادها ممتعة.
لم تكن حياة أهل الريحانيّة وسكّانها عهدذاك سهلة أو مريحة طوال الوقت، فالأعباء الاقتصاديّة كانت كبيرة عليهم، خصوصًا أنّ أكثرهم من المزارعين أو من المنضوين في سلك الجيش أو من أصحاب المهن البسيطة. ثمّ جاءت الحرب لتضاعف وطأة الصعوبات والتحديّات. ولكن لولا نسيج العلاقات التي حيكت بفنّ وذوق ومحبّة بين هؤلاء الناس لكانت الحياة أكثر صعوبة وأشدّ وطأة. لذلك تبدو استعادة الماضي القريب مناسبة للتأمّل في أنّ المشكلات البسيطة التي كانت تقع في البلدة، وهذا أمر طبيعيّ ومتوقّع، ليست سوى مشاهد عابرة في تاريخ طويل من العشرة والجيرة والصداقة. ومع الوقت، اختفت تلك المشكلات التي غالبًا ما كانت تنتقل من الأولاد إلى الأهل، وبقيت ذكريات تخلّدها رغبة صادقة في عدم نسيان من رحلوا أو سافروا أو انتقلوا إلى مكان آخر، وتحفظها صور أكثرها بالأبيض والأسود تعيد إلى الوجدان أيّامًا ملوّنة باحتفالات وأعراس ورحلات.
و"إم كلود" كانت حاضرة فيها كلّها مذ أقامت في البلدة، لذلك تبدو ليلة وفاتها أقرب إلى حدث غير حقيقيّ، نتذكّره كأنّه مشهد من فيلم، أو كأنّ "إم كلود" ذهبت إلى الضيعة في الشمال لتعدّ مؤونة الشتاء وستعود قريبًا. ونحن ننتظرها، في "صبحيّة الضهر" خلال الصيام الكبير قبل تناول الغداء أو لتحمل القهوة إلى جيرانها الذين يقطفون الزيتون.
إم كلود!
الذين صاروا من عندنا هناك، عندكِ، كثر، وإن كان الناس يتوزّعون حيث أنتم أحياء وبلدات، فأنت من الريحانيّة ولو كان مدفنك في قريتك بعيدة. فلك هنا قلوب تستعيد ذكراك وتأسف لرحيلك المبكر.

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

MIN AJMAL MA KATABTI

جيزال داود الحلو يقول...

ماري نشكرك على هذه الصور المليئة بالذكريات اللتي لا تنسى ولا كلام يصف حبنا لامنا واشتياقنا لها.أمّي ,اشتقنالك!

غير معرف يقول...

thank you marie

ماري القصيفي يقول...

جيزال، أشكرك على لطفك، ونحنا كمان اشتقنا لإم كلود. الرحمة لها والبقاء لكم

شكرًا لغير المعروفين على تعليقيهما وتقديرهما لعملي

غير معرف يقول...

انت تعيدين ذكريات جميلة من بلدتك الريحانيه . هنيئاً لها بك وهنيئاً لك بها.

ماري القصيفي يقول...

الذكريات تكون جميلة متى تصالحنا مع الماضي وفهمنا ظروفه. شكرًا على الرأي والتهنئة

robert daoud يقول...

merci ya marie 3ala kil chi 3am ti3emli kirmel zkra el habibe sayde

ماري القصيفي يقول...

ما في لزوم للشكر يا روبير، الله يرحمها بتستاهل أكتر من هيك. والبركة فيك وبأخوتك وخيّاتك. والله يخلّيلنا عمّو أنطون